THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES

14 مارس 2010

اللاهوت العربي


يأتينا يوسف زيدان بكتاب جديد صادر عن دار الشروق في القاهرة هو «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني».
بدأ الكتاب بتنويه يدعو للتساؤل عن مغزاه الحقيقي حيث كتب «لم يوضع هذا الكتاب للقارئ الكسول، ولا لأولئك الذين أدمنوا تلقي الإجابات الجاهزة، عن الأسئلة المعتادة. وهو في نهاية الأمر كتاب، قد لا يقدم ولا يؤخر».

وأعقب التنويه مقدمة طويلة مثلت حوالى 22 في المئة من المحتوى الكامل للكتاب، تشتمل على أقوال تمهيدية متضمنة حقائق خاصة بالديانات الثلاث الإسلام، والمسيحية، واليهودية. ثم تعريف بمصطلح «اللاهوت العربي» حيث أكد أن ثمة نقاطاً مفصلية، مهمة ومهملة، تجمع بين تراث الديانتين الكبيرتين: المسيحية والإسلام، وبين تراث الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، حيث رأى أنها ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة. ثم يتحول إلى الإشارة إلى أقوال سبعة هي محصلة مقدمة «اللاهوت العربي وأصول العنف».
وجاء القول الأول: في سماوية الدين بالضرورة، حيث أوضح عادة الناس في أيامنا الحالية، بأن يصفوا اليهودية والمسيحية والإسلام، تحديداً، بأنها ديانات سماوية. ولم يكن الأوائل، ولا الأواخر من العلماء، يستعملون هذا الوصف أو تلك التسمية للديانات الثلاث. غير أن صفة السماوية طفرت في ثقافتنا المعاصرة فجأة كوصف معتاد للديانات الثلاث، وشاع استخدامها في كتاباتنا وكلماتنا اليومية؛ من دون انتباه إلى أن أي دين، أياً كان، هو بالضرورة سماوي لغةً واصطلاحاً. ولكن زيدان أكد أن الأصح، إذا أردنا تمييز الديانات الثلاث المشهورة عن غيرها، وصفها بأنها ديانات رسالية أو (رسولية) لأنها أتت إلى الناس برسالة من السماء، عبر رسول من الله أو نبي. سواء جاء هذا الرسول بكتاب، أو عولت دعوته على كتاب سابق، فكان نبياً. ومن هنا، كانت اليهودية هي رسالة موسى وأنبياء العهد القديم، وعلى المنوال ذاته، كان الإسلام هو رسالة النبي محمد، التي تلقاها من الله عبر الملاك جبريل، ورأى أن وصف الديانات الثلاث بالسماوية، هو وصف غير دقيق.

القول الثاني: في أن الديانات الثلاث هي في حقيقة أمرها ديانة واحدة ظهرت بتجليات عدة، عبر الزمان الممتد بعد النبي إبراهيم الملقب في الإسلام بأبي الأنبياء، والذي هو في المسيحية جَد المسيح. فكانت نتيجة هذه المسيرة الطويلة، تلك التجليات الثلاثة الكبرى في الديانات التي يحفل كل منها بصيغ اعتقاديه متعددة، نسميها المذاهبَ والفرق والنحل والطوائف.

القول الثالث: في فحوى مقارنة الأديان، حيث أكد زيدان أن كتابه هذا ليس بحثاً في مقارنة الأديان بالمعنى المعروف لهذا التخصص، أو هو العلم الذي يقارن بين الأديان، بأن يعرض لكل دين على حدة، بقضاياه كلها، ثم يعرض لدين آخر على المنوال ذاته؛ فيرصد وجوه الاختلاف والاتفاق بين ديانتين أو أكثر، بحسب عدد الديانات التي يتعرض لها مقارن الأديان.

القول الرابع: في المنهج حيث أكد زيدان أن المنهج الذي أنطلق منه، يتلخص في محاولة التجرد من الميول والاعتقادات الدينية والمذهبية، سعياً للوصول إلى الموضوعية اللازمة لتفسير الظواهر الدينية.

وفي القول الخامس قدم زيدان مجموعة فرضيات، منها، فرضية أساسية مفادها أن التراث العربي/ الإسلامي، لن يمكن فهمه أو الوعي به، من دون النظر المتعمق في الأصول العميقة لهذا التراث. وإلى جانب هذه الفرضية الأولى، هناك فرضية ثانية مفادها أنه في حالة التزامن والمعاصرة بين الدوائر التراثية المتداخلة، فإنه لا يشترط بالضرورة، أن يؤثر الأقدم زمناً في الأحدث منه أو التالي عليه. فأحياناً يحدث العكس، فيؤثر اللاحق في السابق حين يتعاصران. ومثال، ذلك استكمال المنظومة الدينية اليهودية لذاتها، اعتماداً على الديانتين التاليتين عليها (المسيحية، الإسلام) بإدخال فكرة البعث أو القيامة وما يتعلق بها من الأخرويات، وهو ما خلت منه النصوص اليهودية المبكرة (التوراة، أسفار الأنبياء الكبار) وتم إدخالها في النصوص اليهودية المتأخرة ومن هنا صارت عقيدة البعث، جزءاً رئيساً من الديانة اليهودية. وهو جزء رئيس، تأخرت إضافته قرابة سبعة قرون. والفرضية الأخيرة، مفادها أن اختلاف اللغات المعبر بها عن المفاهيم والاصطلاحات الدينية، قد يوهم بأن هذا المفهوم أو ذاك المصطلح، مختلف الدلالة بين العرب والسريان واليونان، مع أن المعنى المراد واحد. غير أن اختلاف اللفظ بين اللغات، قد يؤدي إلى الظن بأن المعنى مختلف. ومن ناحية أخرى، قد تؤدي الترجمة بين هذه اللغات، إلى تغيير مسميات الأشياء الواحدة فتصير كأنها متعددة، حتى في أسماء الأشخاص. مثلما هي الحال في يسوع الذي هو عيسى ذاته، ويوحنا المعمدان الذي هو يحيى بن زكريا، والعذراء القديسة التي هي الصديقة مريم ابنة عمران، أخت هارون.

القول السادس: في تداخل الدوائر والتي يرى فيها زيدان أن التراثيات المتزامنة والمتعاقبة، هي دوائر متفاوتة المساحة بحسب ما أعطاه هذا التراث أو ذاك لأهل زمانه، وللإنسانية من بعدهم، وهذه الدوائر قد تتماس أو تتداخل، وفقاً للظروف.

أما القول السابع وهو في ضبط المفردات ويوضح زيدان أن هناك اصطلاحات وألفاظاً وتسميات سوف يستخدمها كثيراً في هذا الكتاب، ولطالما استخدمها الباحثون من قبل حتى بهت معناها الأول وغام مدلولها، من فرط طفوها فوق سطح كلامنا المتكرر. ولذلك يرى من الضروري أن ينظر بعمق في دلالاتها، حتى تنضبط وتتحدد بدقة. تلافياً للتشوش الدلالي، وللغموض الذي طالما أحاط بالكتابات التي تناولت هذه المنطقة المجهولة من تراثنا المشترك، بل عانت منها عموماً تلك العلوم المسماة بالإنسانية.

وأول ما يتوجب الانتباه إليه في هذه الناحية، هو تلك الصيغ المختلفة التي تكتب بها أسماء الأعلام ومشاهير الرجال، فهؤلاء ترد أسماؤهم وتتردد في الكتابات المعاصرة بأشكال مختلفة، قد يفهم معها أن هذا الشخص غير ذاك، مع أنهما واحد! وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، منها الأسقف «نسطور المرعشلي» الذي ولد بقرية مرعش العربية القريبة من حلب، وهى البلدة المسماة باليونانية: جرمانيقي. وكذلك أستاذه، الأسقف تيودور، الذي يشار إليه كثيراً باسم: يودوروس الموبسويستي، ويقال له أيضاً: تيودور المصيصي لأن بلدة المصيصة، كانت تسمى باليونانية: موبوسويستا.

القول الثامن: فحوى اللاهوت العربي، وهو في الكلام عن دلالة هذا المصطلح الجديد، «اللاهوت العربي» أو فحواه. ذلك أن فصول الكتاب، كلها، هي بيان لذلك، وتبيان لهذا المعنى الذي يقصد المؤلف إليه. فهو يرى ببساطة، أن الديانة المسيحية لم تعرف (اللاهوت) قط، إلا من خلال بعض المحاولات التي أرادت أن تنتقل بالفكر الديني المسيحي، من الاشتغال بحقيقة المسيح، إلى الانشغال بالذات الإلهية. وهذه المحاولات مرفوضة أرثوذكسياً، أو هي ما يسميه الأرثوذكس بهرطقات، أي المذاهب الدينية المنحرفة عن الإيمان القويم.

وهذه المحاولات «الهرطوقية»، ظهرت في منطقة الهلال الخصيب التي سادت فيها الثقافة العربية في العصر المسيحي، قبل ظهور الإسلام بقرون. وهي التي أدت بشكل مباشر، إلى صياغة الأرثوذكسية ذاتها، وإلى صيغ قانون الإيمان المتعددة.

واختتم زيدان هذه المقدمة المشتملة على تلك التمهيدات، بتأكيده أن الكتاب لم يؤلف من أجل «المتعمقين» في دراسة علم الكلام الإسلامي، من ناحية، ولا «المتوغلين» في اللاهوت المسيحي، من الناحية الأخرى. إذ أن غالبية أولئك وهؤلاء، انشغلوا فقط بالجانب الذي فيه يدرسون ويبحثون، فلم يلتفتوا إلى الجوانب الأخرى الخارجة عن مجال نظرهم وميدان اهتمامهم.

وجاء الكتاب بعد هذه المقدمة في سبعة فصول وخاتمة وفصل منفصل عن جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة، والذي أرى من وجهة نظري أنه كان يجب أن يأتي قبل الخاتمة كفصل ثامن، أو كان يجب الإشارة إليه كملحق للكتاب، فالخاتمة بمعناها اللغوي هي التي يختم بها المؤلف الكتاب وما يأتي بعدها يكون في شكل ملاحق وجداول ومصطلحات لغوية..الخ

وجاء الفصل الأول بعنوان «جذور الإشكال.. صفات الله في التوراة»، وتناول هذا الفصل العديد من الإشكاليات التي وردت في التوراة كحقائق، اعترفت بها المسيحية اعترافاً كاملاً، بينما نظر لها الإسلام بعين التشكك باعتبارها محرفة عن نصها الأصلي. ومنها إشكالية «صورة الله». حيث تجاوزت تلك الصورة أسماء الله، ومنها «آدوناي، الرب، يهوه، ياهو، إيل، إلوهيم»، إلى طبيعة الله وصفاته. ثم واصل زيدان في هذا الفصل عرض صفات الله التوراتية التي أظهرت الله في بعض المواقع غاضباً غيوراً من أبناء الله المفتونين بالنساء، أو حزيناً نادماً على خلق الإنسان في الأرض، أو حائراً وثائراً على البشر جميعاً. ثم حزيناً نادماً على خسفه الأرض بالطوفان، أو قلقاً لأكل آدم من شجرة المعرفة فبات عارفاً مثل الإله، كذلك إظهار صورة إنسانية للإله. وتناول في هذا الفصل حقيقة مهمة، مفادها أن ما يطرحه القصص التوراتي لا تقتصر خطورته على ما يطرحه من صفات بشرية يصعب إلحاقها بالذات الإلهية، ولكنها تمتد إلى قلب منظومة القيم الإنسانية التي نادت بها الحضارات البشرية والديانات الرسالية، حيث صار القتل مقبولاً والزنا بالمحارم كما في قصة النبي لوط مع ابنتيه جائزاً.

ويرى المؤلف أن الشروح والتأويلات التي قدمت عبر تاريخ اليهودية من أجل إبقاء القداسة على تلك النصوص التوراتية كانت أبطأ في الانتقال من اللغة التي كتبت بها التوراة، وهو ما أثر في الانتباه لخطورة تلك النصوص. ليبقى الإشكال العميق قائماً حتى جاءت المسيحية.

وجاء الفصل الثاني بعنوان «الحل المسيحي من الثيولوجيا إلى الكريستولوجيا»، حيث أوضح زيدان أن الديانة المسيحية طرحت نفسها على أنها امتداد للديانة اليهودية، ثم تطورت بعد حين، وقدمت ذاتها للبشرية كلها، على أنها حركة إصلاح وتصحيح عام لليهودية، وبذلك أعطت حلاً للمشكلة المطروحة في الفصل الأول، بأن أكدت وجود الله مع الإنسان في الأرض، لتتوافق بذلك مع اليهودية، ثم رفعته ثانية إلى السماء، حيث الموضع الذي يليق به.

وكان المسيح هو صيغة الخلاص من مشكلة اندماج الله مع الإنسان، واندراجه وكان المسيح بالمفهوم الديني المسيحي، هو صيغة الخلاص الإنساني من مشكلة الخطيئة الأولى التي اقترفها آدم، ثم ورثها أبناؤه من البشر.

والمسيح في العقيدة الأرثوذكسية، القبطية منها وغير القبطية، هو الرب الكامل، وهو الإله المتجسد، وهو هو. وعلينا هنا أن ننتبه إلى هذا المصطلح الأخير «الهو هو» الذي ظهر لأول مرة في المناقشات الكريستولوجية المتعلقة بطبيعة السيد المسيح «يسوع، عيسى، خريستو، كريستوس» وهى المناقشات الحامية الحادة، التي جرت بين الكنائس الكبرى قبل ظهور الإسلام. ثم ظهر هذا المصطلح «الهو هو» عربياً بعد الإسلام، وتوسع المتكلمون المسلمون «المعتزلة» وأفاضوا في هذا المفهوم، حتى صار نظرية كلامية شهيرة، تعالج مشكلة الصفات الإلهية عند المسلمين، انطلاقاً من الرؤية المعتزلية القائلة إن صفات الله غير زائدة على ذاته. ويشير زيدان إلى خلاف آخر نشأ بين المؤرخين الكنسيين حول توقيت ظهور الأناجيل، وترتيب ظهورها، مؤكداً أن أقدم مجموعة للعهدين القديم والجديد يعود زمن كتابتها إلى منتصف القرن الرابع الميلادي، وهي محفوظة الآن في الفاتيكان وتعرف باسم لاتيني هو «كودكس فاتيكانو»، إلا أن الحقيقة الواضحة لمؤلف (اللاهوت) هي أن كثرة الأناجيل قبل اعتماد الأربعة الشهيرة منها (متى، مرقص، لوقا، ويوحنا)، وما تضمنته من تعبيرات مجازية، كانت ذات تأثير مباشر وقوي في نشوب الجدل حول ماهية وطبيعة السيد المسيح، وبمعنى آخر بشريته «الناسوت»، وربوبيته «اللاهوت»، إلا أنه وبعد الاعتراف بالمسيحية كواحدة من ديانات الإمبراطورية الرومانية في مرسوم ميلانو عام 313 ميلادية، تم إرساء نظم وتحديد الاعتبارات الكفيلة بالحفاظ على الديانة المسيحية، وهو ما تم عمله بشكل تنظيمي عالمي في القرن الرابع الميلادي في مجمع «نيقية» المسكوني، واجتمع فيه 318 أسقفاً من أنحاء المسكونة وتقرر فيه «قانون الإيمان» الذي عدل مرات عدة في مجامع كنسية تالية لمواجهة ما عرف باسم «الهرطقات».

ويقول زيدان: «إذا تأملنا في قانون الإيمان النيقي وبداية أقدم الأناجيل الأربعة، إنجيل متى، فسوف يظهر على الفور أن الإيمان المسيحي ينطلق من المسيح، ويستقر أخيراً عنده. بل ترتبط الديانة كلها بالمسيح ابتداءً من اسمها «المسيحية» المشتق من اسمه في كل اللغات. وعلى العكس من حال المسلمين الذين ينزعجون من تسمية دينهم باسم نبيهم، مثلما يفعل بعض المستشرقين حين يسمون الإسلام بالمحمدانية أو المحمدية، ينزعج المسيحيون من تسمية دياناتهم باسم آخر، غير المسيحية كالنصرانية مثلاً أو ديانة الثالوث».

وفي الفصل الثالث «النبوة والبنوة.. فهم الديانة، شرقاً وغرباً» واصل المؤلف البحث التاريخي للديانات البشرية حيث بدأ بشرح الفروق بين الكنائس الغربية (غرب فلسطين) والكنائس الشرقية التي كانت تقع شرق فلسطين في الجزيرة العربية والهلال الخصيب، ليبرهن على صحة المقولة الخاصة بتأثر الديانات بما سبقها من تراث، بالإضافة إلى البيئة التي بزغت فيها.

ويبدأ دكتور زيدان بالمنطقة الغربية مثل مصر واليونان والبحر المتوسط، ثم منطقة الهلال الخصيب والجزيرة العربية وتوضيح الاختلاف بينهما. ويختتم المؤلف الفصل بتوضيح أن ما يسمى في التراث المسيحي باللاهوت إنما هو لاهوت لا يتعلق بالله ذاته بل بالمسيح الذي صار الله حين صارت الكلمة جسداً بحسب الفهم الأرثوذكسي لطبيعة يسوع.

وبدأ فصله الرابع بتأكيده أن الأرثوذكسية كانت ترى في الهرطقات خطرًا شديدًا على المسيحية أكثر من اليهودية والوثنية اللتين نجحت في القضاء عليهما تدريجياً ومحاصرتهما من خلال كتابات الآباء في الكنيسة، بعد ذلك استعرض نماذج لأشهر المهرطقين، مثل «إبيون» و «بولس السميساطي» و«لوقيانوس»، و«آريوس» و«مقدونيوس»، و«أبوليناريوس»، و«كيرلس» و«نسطور» ثم عرض بعض ما نادوا به من أفكار، وأوضح زيدان في ختام هذا الفصل حالة العالم المسيحي حتى ظهور الإسلام، حيث كان هناك شعور يقيني أنه لا بد من إيجاد حل لاختلال واختلاف العقائد المسيحية ما بين الصيغ المتعددة لقانون الإيمان، ورسائل الحرومات، وبنود اللعنات التي يصبها الكل فوق رأس الكل.

وفى هذه اللحظة المسيحية الحرجة نزل القرآن، وهي إشارة مثيرة للجدل من المؤلف بربطه للديانات الثلاث، بحيث أن كل ديانة تالية للأخرى تأتي كامتداد لها ومصححة لها، وهي النقطة التي تضع الكتاب في موضع مثير للجدل من هذه النقطة، فهل من المتصور أن الإسلام أصله المسيحية، وهل المسيحية أصلها اليهودية؟ وتأكيداً على ذلك جاء الفصل الخامس بعنوان «الحل القرآني..إعادة بناء التصورات» والذي احتوت صفحاته على قصة الإسلام وبداياته، وجزء بعنوان أحسن القصص حيث أن تسمية القرآن بأحسن القصص يشير بالضرورة إلى قصص آخر، أقل حسناً، ثم تطرقه إلى حقيقة المسيح في القرآن.

أما الفصل السادس «كلام الإسلام..الوصلة الشامية العراقية» حيث قدم المؤلف تصوراً ثورياً لعلاقة علم العقيدة (علم الكلام الإسلامي) باللاهوت المسيحي العربي الذي ظهر على يد آريوس ونسطور وغيرهما من رجال الكنيسة الذين عاشوا في منطقة انتشار الثقافة العربية (الهلال الخصيب: سورية والعراق) قبل ظهور الإسلام بقرون والفصل السابع «اللاهوت والملكوت..أطر التدين ودوائره». والذي نظر فيه زيدان إلى مسألة «أن الجوهر في اليهودية والمسيحية والإسلام، واحد. وأن عمق النسق الديني الرسالي (الإبراهيمي) يمتاز بسمات عامة، وبنيات نظرية أساسية؛ كانت دوماً وستظل دائماً، كامنة في النسق الكلي لهذا الدين بتجلياته وتنوعاته الثلاثة، المسماة اصطلاحاً باليهودية والإسلام والمسيحية» من زاوية التدين لا الدين، أي الزاوية التي يتعبد بها الناس، ويفهمون من خلالها الدين، الذي هو في نهاية أمره نصوص لا تنطق بذاتها، وإنما ينطق بها الناس ويستنطقونها بحسب ما تنتجه العملية الجدلية والحركة التفاعلية الدائمة، بين الديانة ذاتها والمتدينين بها. ثم أخذ في الحديث عن دوائر التدين وأطره النظرية وهي بالترتيب كما وردت في الفصل «الإنابة»، «الإبادة»، «الخروج».

وفى خاتمة الكتاب قدم بعض الخلاصات العامة والفوائد المستخلصة من مسيرة الكتاب، وفقاً للرؤية التي عرضها في المقدمة والفصول السبعة، وأوردها في صورة أقوال كتلك التي أوردها في المقدمة، وهي كالآتي:
القول الأول: في سبب ظهور علم الكلام
القول الثاني: في مسألة التأثير والتأثر
القول الثالث: في صلة الدين بالسياسة
القول الأخير: في صلة الدين بالعنف

واختتم يوسف زيدان كتابه «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني» بنظريته الخاصة بارتباط العنف والدين والسياسة، مؤكداً أن العلمانية خرافة لأنه لا يمكن تصور الدين دون سياسة، أو تصور سياسة بعيدة من الدين.

11 فبراير 2010

لغــز برمــودا

مثلث الرعب

مثلث برمودا هو لغز من ألغاز الطبيعة احتار الناس في حله منذ مئات السنين، ولا يزال حتى الآن رغم الافتراضات الكثيرة، وهو أحد غرائب الطبيعة الذي تتحدث عنه الصحف والمجلات والتلفزيون من وقت إلى آخر وتحيطه بهالة من الدهشة والغموض، هذا المثلث هو ذلك الجزء الغامض من المحيط الأطلسي الذي يبتلع بداخله آلاف السفن والطائرات دون أن تترك أي أثر، ولم يستطع أحد حتى الآن أن يفسر بشكل مؤكد سر هذا الاختفاء الغريب.
********

الحديث عن مثلث برمودا مثل الحديث عن الحكايات الخرافية والأساطير الإغريقية والقصص الخالية، ولكن يبقى الفارق هنا هو أن مثلث برمودا حقيقة واقعية لمسناها في عصرنا هذا وقرأنا عنها في الصحف والمجلات العربية والعالمية، ويذهب بنا القول بأن مثلث برمودا يعتبر التحدي الأعظم الذي يواجه إنسان هذا القرن والقرون القادمة.
********

الموقع الجغرافي


غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد أكثر هذه المنطقة تأخذ شكل مثلث يمتد من خليج المكسيك غربـًا إلى جزيرة ليــورد من الجنوب ثم برمودا .. مجموعة من الجزر 300 جزيرة صغيرة مأهولة بالسكان (65.000 نسمة) .. ثم من خليج المكسيك وجزر باهاما.
********



سبب التسمية

عُرف مثلث برمودا بهذا الاسم في سنة 1954م من خلال حادثة اختفاء مجموعة من الطائرات وكانت تأخذ شكل المثلث قبل اختفاءها وهي تحلق في السماء كما لو كانت تستعرض في الجو ومن وقتها أصبحت هذه المنطقة تعرف بهذا الاسم وظلت معـروفـة به، وقد سميت هذه المنطقة بعدة أسماء منها: جزر الشيطان .. ومثلث الشيطان.
********

نقطة الاختفاء


في منطقـة معينة شمال غرب المحيط الأطلنطي بحر سارجاسو حيث اشتهر بغرابته، وهو منطقة كبيرة تتميز مياهه بوجود نوع معين من حامول البحر يسمى سارجاسام حيث يطفو بكميات كبيرة على المياه على هيئة كتل كبيرة تعوق حركة القوارب والسفن، وقد اعتقد كولومبس عندما زار هذه المنطقة في أولى رحلاته أن الشاطئ أصبح قريباً إليه فكانت تشجعه على مواصلة الترحال أملاً في الوصول إلى الشاطئ القريب، لكن كان ذلك دون فائدة.

ويتميز بحر سارجاسو بهدوئه التام، فهو بحر ميت تمامـًا ليس به أي حركة حيث تندر به التيارات الهوائية والرياح، وقد أطلق عليه الملاحـون أسماء عديدة منها بحر الرعب، مقبرة الأطلنطي وذلك لما شاهدوا فيه من رعب وأهوال أثناء رحلاتهم، وقد أشارت رحلات البحث الجديدة إلى وجود عدد كبير من السفن والقوارب والغواصات راقدة في أعماق هذا البحر حيث يرجع تاريخها إلى فترات زمنية مختلفة منذ بداية رحلات الإنسان عبر البحار، ومعظم هذه السفن غاصت في أعماق هذا البحر في ظروف غامضة، هذا إلى جانب اختفاء عدد كبير من السفن والقوارب، دون أن تترك أي أثر، وأيضاً في أعماق هذا البحر يوجد المئات من الهياكل العظمية لبحارة وركاب هذه السفن الغارقة.
********


بداية الظاهرة

في عام 1850م اختفت من هذه المنطقة أو بالقرب منها أكثر من 50 سفينة، استطاع بعض قادتها أن يبعثوا رسائل في لحظات الخطر، وهذه الرسائل كانت مبهمة وغامضة ولم يستطع أحد أن يفهم منها شيئـًا، ومعظم هذه السفن المختفية تتبع الولايات المتحدة الأمريكية، أولها السفينة "إنسرجنت" التي اختفت وعلى متنها 340 راكبـًا، تلاها اختفاء الغواصة إسكوربيون عام 1968م وعلى متنها 99 بحارًا ومن السفن التي اختفت في مثلث برمودا: في عام 1880م السفينة الإنجليزية أطلانطـا وعدد أفرادها 290 فرداً، وفي عام 1918م السفينة الأمريكية سايكلوب وعدد أفرادها 309 فردًا.
********


ظاهرة اختفاء الطائرات


وصل نشاط الاختفاء إلى سماء المحيط الأطلنطي حيث ظاهرة اختفاء الطائرات وهي تحلق في سماء الأطلنطي أو لنقل سماء برمودا. ففي عام 1945م انطلقت من قاعدة لوديرديل بولاية فلوريدا الأمريكية خمسة طائرات في مهمة تدريبية في رحلة تبدأ من فلوريدا .. المسافة 160 ميلاً شرق القاعدة ثم 40 ميلاً شمالاً وكانت تطير على شكل مثلث. كان عدد أفراد هذا السرب خمسة طيارين وثمانية مساعدين على قدر عال من المهارة والخبرة، وكان قائد هذا السرب الملازم تشارلز تيلور الذي يمثل رأس المثلث وفي أثناء أداء المهمة كان السرب يتجه في لحظة ما نحو حطام سفينة شحن بضائع يطفو على سطـح المحيـط جنـوب بيميني (Bimini) وأثنـاء انتظار القاعدة الجوية لرسالة من السرب 19 لتحديد ميناء الوصول وتعليمات الهبوط، تلقت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب تقول: "القائد الملازم تشارلز تيلور ينادي القاعدة: نحن في حالة طوارئ يبدو أننا خارج خط السير تمامـًا .. لا استطيع رؤية الأرض، لا استطيع تحديد المكان اعتقد أننا فقدنا في الفضاء، كل شيء غريب ومشوش تمامـًا لا استطيع تحديد أي اتجاه حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا استطيع تحديده" وانقطعت بعد ذلك سبل الاتصال بين القاعدة والسرب 19.

ومن الطائرات التي اختفت في مثلث برمودا:
1) في عام 1945م اختفت طائرتين من قاذفات القنابل تابعتين للقوات الأمريكية
2) في عام 1948م اختفت طائرة الركاب البريطانية ستارتيجر وعلى متنها 31راكبـًا
3) في عام 1949 اختفت طائرة الركاب البريطانية ستار أريل وعلى متنها37راكباً
4) في عام1956م اختفت الطائرة (p5m) التابعة للبحرية الأمريكية مع طاقمها المكون من عشرة أفراد
********


س: هل هناك توقيت معين

لحدوث الكوارث في مثلث برمودا؟



لاحظ المراقبون أن معظم الكوارث تقع في مواسم معينة أطلقوا عليها مواسم الاختفاءات وهي فترة الإجازات بين شهري نوفمبر وديسمبر وفبراير خاصة التي تسبق بداية السنة الميلادية الجديدة أو بعدها.
********

التفسيرات التي تفسر لغز هذا المثلث

1) نظرية الأطباق الطائرة:
وتقول أن هناك علاقة بين ظهورها واختفاء السفن والطائرات في هذه المنطقة.

2) نظرية الزلازل وعلاقتها بما يحدث في مثلث برمودا:
وتقول أن حدوث الهزات الأرضية في قاع المحيط تتولد عنها موجات عاتية وعنيفة ومفاجئة تجعل السفن تغطس وتتجه إلى القاع بشدة في لحظات قليلة، وبالنسبة للطائرات يتولد عن تلك الهزات والموجات في الأجواء مما يؤدي إلى اختلال في توازن الطائرة وعدم قدرة قائدها على السيطرة عليها.

3) نظرية الجذب المغناطيسي وعلاقتها بما يحدث في مثلث برمودا:
إن أجهزة القياس في الطائرات أثناء مرورها فوق مثلث برمودا تضطرب وتتحرك بشكل عشوائي وكذلك في بوصلة السفينة مما يدل على وجود قوة مغناطيسية أو قوة جذب شديدة وغريبة.
********

03 فبراير 2010

علم النحو


علم النحو

النحو هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب.او بالمعنى البلدى الدارج هو كيفية نطق اللغه العربيه نطقا صحيحا. وبما ان اللغه العربيه اصبحت على يد الاعلاميين والفنانين الى رفع المفعول به ونصب الفاعل ونطق اللام الشمسيه قررت ان اكتب عن مؤسسى علم النحو

ابو الاسود الدؤلى

يعتبر ابو الاسود الدؤلى هو المؤسس الحقيقى لعلم النحو .وقد ولد فى قبيلة كنانه قبل هجرة الرسول ب 16 عاما وتوفى سنة 69 هجريه

اختلف الناس فى الحادثه او الاسباب التى دفعت بهذا العالم الى التفكير فى هذا العلم . فيقال انه لما اتسعت فتوحات الاسلام وكثر دخول العجم احس ان الللغه العربيه فى خطر

ويقال ان الذى دفعه لهذا حادثه شخصيه حيث دخل على ابنته فى يوم حار فقالت له : ما اشد الحر بضم الدال فرد عليها ان اشد الحر شهر (ناجر) الذى هو شهر صفر عند العرب قديما . فقد حسبها تسأل عن اى الفصول حرا . كان عليها ان تنصب حرف الدال لو ارادت ان تتعجب من شدة الحر وبهذا تكون اشد فعلا ماضيا جامدا والحر مفعول به

ويقال ان للموضوع قصه اخرى اقرب للتصديق انه مر برجل يقرأ القران الكريم فيقول ( ان الله برئ من المشركين ورسوله ) وكان الرجل يتطق ( رسوله) مجروره اى معطوفه على المشركين وهذا يغير المعنى بشكل خطير

فبالتالى قصد الامام على كرم الله وجهه وشرح له وجهة نظره وقال ان العربيه فى خطر . تناول الامام على صحيفه وكتب فيها : بسم اله الرحمن الرحيم الكلام اسم وفعل وحرف . الاسم ما انبأ عن المسمى . والفعل ما انبأ عن حركة المسمى . والحرف ما أنبأ عن ماهو ليس اسما ولا فعلا . ثم طلب من الدؤلى ان يستمر على هذا النحو للدقه قال له : انح نحو ذللك

راح الدؤلى يبحث بين كلام الناس والاخطاء الشائعه وعرض ما توصل اليه على الامام على ومن ضمنها ان واخواتها فسأله الامام على : لماذا لم تذكر لكن انها من اخوات ان

ثم ادخل ابو الاسود الدؤلى تشكيل الحروف وكان اول اتشكيل ابتكره يكتب بالحبر الاحمر فاذا كان الحرف مفتوحا وضع نقطه حمراء فوقه واذا كان مكسورا وضع نقطه تحته واذا كان مضموما نقطه امام الحرف

حماد بن سلمه

الإمام القدوة، شيخ الإسلام،مفتى البصر وقطب علماء النحو فيها . كان من اهل السنه ودارس للاحاديث الشريفه التى جعلته قطبا من اقطاب النحو فى البصره

الخليل بن احمد الفراهيدى

رجل من مسك ومن ذهب

لم يأتى فى العرب بعد الصحابه من هو اذكى منه

ولد فى عمان والتى تركها وذهب الى البصره وتلقى العلم على ايى اكبر العلماء فيها حتى اصبح استاذ عصره احد ائمة اللغه والادب واليه يرجع الفضل فى تأ سيس علم العروض ووضع اول معجم لغوى

يقال ان السبب الرئيسى فى بحثه لقواعد الشعر العربى انه قابل رجلا اعجميا سخر من الشعر العربى وقال انه مفكك ولا يحتكم الى قواعد عكس الشعر اللاتينى العظيم . فأثار هذا غيظه وقرر ان يجد قواعد للشعر العربى . فاثناء مشيه مع صديق فى سوق النحاس لفت انتباهه الصناع وهم يدقون الاوانى فتنبعث نغمه مميزه ثم بعد ذلك اثناء مرورهم على سوق غسيل الثياب حيث كانوا يضربون الثياب بمقار من جلد كان يسمع صوتا مكتوما بعض الشئ . فخطرت له فكره مهمه هى ان النغمات كلها دقه دقه وسكون دقتان وسكون ثلاث دقات وسكون فيمكن اعتبار هذه وحده تميز بها النغمات . فذهب الى صديقه (ابو رافع) سيد الموسيقيين وطلب ان يساعده فى وضع قواعدللشعر العربى . ويقال انه كان يدلى رأسه فى البئر وكان ينشد الشعر بلا انقطاع . فقد ان يدرس مقاطع الشعر العربى على صدى الصوت المنبعث من البئر

وبهذه الطريقه استطاع ان يجمع 15 بحرا من بحور الشعر العربى . وبالإضافة لعلم العروض الذي أسسه الفراهيدي قدم أيضاًَ معجم "العين" والذي يعد أول معجم أعترف به القدماء والمحدثون،وفي ترتيب الحروف نظر الفراهيدي إلى الحروف على أنها أصوات تخرج من جهاز النطق، ووجد العين أدخل الحروف في الحلق فقام بترتيبها في مجموعات بدأها بالعين وسماها على التوالي "حلقية، لهوية، شجرية، اسلية، نطعية، لثوية، ذلقية، شفوية، هوائية"، وسمي معجمه بأول حرف فيه " العين"

من الحوادث الطريفه المثيره للدهشه ان جاءه جل اعرابى ومعه ابنه وكان الرجل نافذا الصبر وقال للخليل _جئتك من سفر شاق اريد ان تعلم ابنى علم النجوم والنحو والطب والفقه وانا انتظر مع حمارى الى ان تعلمه فنرحل

فوضع الخليل يديه على كتف الصبى وقال له

لتعلم يا بنى ان الثريا فى وسط السماء وان الفاعل مرفوع وان نبات الهليلج الكبلى مفيد للصفراء وانه لو مات رجل وله ابنين تقسم ثروته بينهما بالتساوى هذا يكفيك-

يقال ان ملك الروم ارسل له رساله باليونانيه لاختبار ذكائه ونبوغه المشهور وحيث انه لا يعرف خرفا واحدا باليونانيه فقد استخدم الطريقه التى استخدمها شامبليون بعد ذلك فى فك رموز حجر رشيد حيث انه بما ان الرساله كما قال الرسول مكتوبا بالعربيه مستخدمين حروفا يونانيه فلابد انها بدأت ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهكذا قارن حروف اول سطر ليعرف الباء والسين واللام الخ فى اليونانيه ثم راح يطابق هذه الحروف فى باقى النص

وهو الى ادخل حروف التشكيل المعروف الان فاذا كان الحرف مضموما وضع فوقه واو صغيره ومكسورا تحته ياء صغيره ومفتوحا فوقه الفا صغيره

سيبويه

ولد سيبويه فى قرية البيضاء فى شيراز ثم ارتحل الى البصره . ومعنى سيبويه هو رائحة التفاح

تتلمذ سيبويه على يد اهم علماء النحو فى البصره مثل حماد بن سلمه والخليل بن احمد

كان سيبويه وقتها ما زال فتى صغيرًا يدرج مع أقرانه يتلقى في ربوع البصرة ـ حاضرة العلم حينذاك ـ الفقه والحديث، وذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…"

ولكن سيبويه لقدر قدره الله له، يقرأ الحديث على هذا النحو: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت ليس أبو الدرداء …" نحن نتكلم عن اسم ليس اى انه مرفوع

فصاح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛ ابا منصوبه لانها مستثنى فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل وغيره. ومن هنا كانت البداية.

عاش سبيويه فى البصره واصبح امامها الاول فى النحو حيث كان كل الناس يرددون القواعد معه

وكان فى نفس الوقت فى الكوفه امام النحو الكسائى والذى كان ذائع الصيت ومدلل عند الخليفه هارون الرشيد وكان له سلطه جباره . فدعى اليه سيبويه للمناظره . وكان من المعروف ان الكسائى لن يقبل ان يهزم من سيبويه فاستغل سلطته فى الكوفه للانتصار عليه.

من اهم مؤلفات سيبويه هو كتاب ( الكتاب) فى النحو حيث توفى دون ان يضع له اسم معين فسمى بهذا الاسم

وقد تتلمذ على يده الكثير منه الاخفش الذى يقال انه ذهب الى الكوفه لمناظرة الكسائى وانتصر عليه تمجيدا لاستاذه

01 فبراير 2010

الـــــــغـــــزوات........1








27 يناير 2010

الضــوء والألــوان



نعمــة الألـــــوان

خلقنا الله من خليط المادة التي نراها .. وخليط آخر من مواد لا نراها ولكننا نحسها .. مثل الموجات الكهربائية والمغناطيسية والأشعة الذاتية للإنسان والأشعة الكونية وغيرها .. وتأكيدًا لقدرة الخالق العظيم سبحانه وتعالى فقد خص كل إنسان بموجات كهربائية وإشعاعات خاصة تختلف في طول موجاتها وعدد ذبذباتها وتردداتها عن غيره من الناس. وكذلك فعل سبحانه بكل ما في الكون من أشياء ونبات وحيوان .. وهذه الإشعاعات لها ألوان مختلفة حسب أطوالها وذبذباتها .. وبعضها صالح لجسم الإنسان حيث تمنحه القوة والحيوية وتساعده على الشفاء .. وبعضها الآخر ضار .. يربك أجهزة الجسم ويسبب الأمراض.
وهناك نظرية تقول: إنه إذا كانت الموجات الإشعاعية الملونة التي يتبادلها الناس عن طريق الإرسال والاستقبال غير المنظور متآلفة ومتقاربة، فإن ذلك يدعم التفاهم والمحبة التي تربط بينهم .. أما إذا تنافرت وتعارضت .. نتج عن ذلك كراهية وخلاف لا تظهر له أسباب واضحة للناس.

عُرف ما يسمى العلاج بالألوان منذ زمن طويل .. استخدمه الإغريق عند بنائهم جدران وساحات ضخمة ملونة ليستطيع الأفراد الاستحمام تحت الضوء المسلط من نوافذ وألواح زجاجية مختلفة الألوان, كما عرفه الفراعنة وذهبوا إلى أبعد من ذلك, عندما كان الأشخاص يغمرون أنفسهم كليًّا في أحواض مملوءة بأصباغ ملونة، اعتقادًا منهم بقدرتها على شفائهم!

قام العالم "مندل" الألماني في عام 1980م بتأليف موسوعة علمية عن الألوان الأساسية والألوان المكملة لبعضها وكيفية التداوي بها عن طريق أجهزة علاجية مختلفة تسمى بأجهزة العلاج الطبيعي بالأشعة الملونة .. وحدد العالم الألماني 6 ألوان أساسية للعلاج وهي:
الأحمر – الأصفر والأزرق والبرتقالى والأخضر والبنفسجي.

وأظهرت البحوث الحديثة, أن الاستخدام الصحيح للألوان يمكن أن يزيد التركيز والنشاط, والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بحوالي 55 - 78 في المائة, لذلك يحاول المصممون دائمًا استخدام الألوان التي تجعل مظهر الشخص أجمل وتشعره بالراحة أيضـًا.

نظرية العلاج بالألوان .. تطورت من مجرد استخدام الألوان المختلفة لعلاج الأمراض والأعراض المختلفة إلى علم جديد يستطيع تحديد ألوان الجراثيم والميكروبات والبكتيريا تحت الميكروسكوب .. وكذلك تحديد الألوان التي تثيرها وتنشطها .. والألوان الأخرى التي تثبط مفعولها الضار أو تعالج أمراضها.. وهذا الاتجاه الجديد يعتبر طبًا هامًا تكميليًا للوسائل الطبية المعروفة .. وإن كان يتميز عنها بعدم وجود الآثار الجانبية.. فأنت تستطيع الآن أن تعالج مرضاً أو تمنع حدوثه عن طريق اختيار لون ملابسك أو لون الغرفة التي تعيش فيها.. كما أن هناك ألواناً خاصة للصباح وأخري للمساء تساهم في تدعيم قدراتك الإبداعية وتحسين مزاجك على مدار اليوم دون حاجة إلى قرص دواء منشط أو مهدئ .. وحتى الطعام على المائدة تسلل إليه اللون لمزيد من الفائدة والصحة.
والتجارب الحديثة على الألوان وخواصها ومنافعها كثيرة.. مثلاً: ثبت علمياً أن وضع الأشخاص الذين يميلون إلى العنف في غرفة مطلية باللون البمبي الفاتح لفترة قصيرة يجعلهم أكثر هدوءاً واسترخاء.. والسبب هو التأثير الفسيولوجي الذي تحدثه طاقة الكهرومغناطيسية لهذا اللون على إفراز الغدد التي تؤثر مباشرة على الانفعالات العاطفية المختلفة. وقد ثبت أيضاً أن طلاء حجرات الدراسة باللون الأزرق الفاتح مع وضع مصابيح إضاءة عادية يجعل التلاميذ أكثر انتباها ويقلل سلوكهم العدواني، أما طلاء الجدران باللون البرتقالي مع الإضاءة بالفلوريسنت فإنه يحدث أثراً عكسياً لسلوك التلاميذ . أما التجربة العجيبة فهي تلك التي أثبتت أن تسليط الضوء الأبيض العادي على الأطفال المكفوفين يحدث أثراً واضحاً على معدل ضغط الدم والنبض والتنفس ويتساوي تماماً مع نفس الأثر عند الأطفال المبصرين!

تقسم الإشعاعات اللونية إلى مجموعتين:

أولاً: الألوان الموجبة
وهي الأحمر والبرتقالي والأصفر وتحت الحمراء والأسود .. وهذه الألوان تمتاز بتفاعلاتها الحمضية حيث تكون إشعاعاتها منشطة ومثيرة.


ثانيـًا: الألوان السالبة
وهي الأزرق والنيلي والبنفسجي وفوق البنفسجي والأبيض والأخضر السالب والأخضر الموجب .. وهذه الألوان تمتاز بتفاعلاتها القلوية حيث تكون إشعاعاتها باردة ومهدئة.





اللــــون الأحمـــــــــــر

اللون الأحمر لون الدم يعنى النشاط والطاقة والحيوية والحياة ويستخدم في:

- تنشيط الدورة الدموية للتخلص من الضغط المنخفض والتخلص من الخمول والكسل والإحساس الدائم بالإعياء والإجهاد والميل للنوم فترات طويلة
- يعالج فقر الدم ( الأنيميا ).
- يعالج الكساح .
- يساعد في التئام الجروح .
- يشفي الكزيميا والحروق .
- يشفي بعض الحميات الحادة مثل الحمرة والحمى القرمزية والحصبة .
- يقوي مناعة الجسم لأمراض .

ويرى المختصون في تقرير نشرته مجلة "هيلث لاين" (Health Line) الأمريكية, أن ارتداء اللون الأحمر يوحي بثقة عالية في النفس وقوة كبيرة, ويعطي إحساسا بالنشاط، لاسيما عند الشعور بالتعب والإجهاد. وأشار هؤلاء إلى أن اللون الأحمر يعتبر لونـًا مميزًا للرومانسية والعاطفة المتدفقة, لأنه يزيد الطاقة وحرارة الجسم.


اللــــون الأصفـــــــــر

ينشط المخ ويقوي العقل، ويمكن ارتداؤه لتحفيز الإبداع وتصفية الذهن لاسيما عند الإصابة بالتوتر العصبي وتنشيط اليقظة الفكرية .. لذلك كان الأصفر رمزًا للقدرة الفكرية والذكاء والمرح والإبداع في نفس الوقت.
- يؤثر على البنكرياس والكبد والطحال حيث يساعد على إعادة بناء الأنسجة بها.
- يشفي بإذن الله من أمراض الجهاز التنفسي مثل إصابات البرد والحلق والسعال وغيرها.
يحظر استعمال هذا اللون على الحوامل لأنه يؤثر على عمل الكليتين.


اللــــون الأزرق

يعرف باللون الهادئ .. لأنه يهدئ الذهن ويساعد على الاسترخاء.
ارتداء الأزرق قد يكون مفيدًا في السيطرة على العواطف والمشاعر وخلق إحساس بالقوة والاستقرار النفسي والمعنوي إذ يُستخدم كمهدئ للأشخاص زائدي العصبية، وذوي ضغط الدم المرتفع، والأمراض الروماتيزمية، وتصلب الشرايين.
- يجدد نشاط الجهاز العصبي بالجسم.
- مضاد للهياج الجنسي.


اللــــون البرتقالي

- مقوي للقلب
- منشط عام
- مضاد للإحساس بالهبوط، والفتور، والاكتئاب، والنعاس، والاضطهاد وكافة المشاعر السوداوية.
- يشفي بإذن الله: أمراض القلب، والاضطرابات العصبية، والتهابات العينين مثل التهابات القرنية.


اللون الأخضر الموجب

- تهدئة الآلام في حالة الإصابة بالسرطان
- يؤثر على اللسان والمخ والصفراء


اللــــون النيلي

يشابه اللون الأزرق في التأثير ويعتبر:
- منشط للذاكرة والتفكير
- يشفي بإذن الله الاضطرابات المعوية
- يؤثر على الجهاز التنفسي والشرايين ويشفي بإذن الله كافة اضطرابات التنفس


اللــــون البنفسجي

مهدئ بوجه عام وخاصة في الأمراض العصبية والنفسية ولكن يجب استخدام جرعات صغيرة منه.
- يؤثر هذا اللون على: الأذن اليمنى
الأسنان
العظام
المثانة
الطحال
- يعالج بإذن الله الأمراض المعدية، وتحلل الخلايا والأنسجة
- يزيد من استفادة الجسم بالغذاء


اللــــون فـــوق البنفسجي

له تأثير سالب ويشفي بإذن الله مرض الكساح، ولكنه مضر في حالة الإصابة بأمراض القلب والرئتين ويسبب الانفصال الشبكي بالعين، ولا يستعمل في علاج السرطان ولكنه مطهر وقاتل لبعض الجراثيم.


اللــــون تحت الأحمـــر

هذا اللون لا يستعمل بتاتـًا في حالات الاحتقان ولكنه يساعد في إعادة بناء كرات الدم الحمراء ويستعمل كمهدئ لآلام التهاب الأعصاب ويشفي بإذن الله أمراض فقر الدم والسل.


اللــــون الأســـــود

هذا اللون مطلق وغير موجود في ألوان الطيف ويضاد اللون الأبيض
وينطلق من المواد المخدرة والسامة.


اللــــون الأبيض

هذا اللون يشمل كافة ألون الطيف الضوئي ويمكن استخدام هذا اللون لعلاج مرض الصفراء وخاصة للمصابين بها من الأطفال حديثي الولادة، حيث يسلط الضوء الأبيض الشديد فوق منطقة الكبد فيتم الشفاء بإذن الله .. وكذلك ينصح الأطباء مرضى الدرن الرئوي بالتعريض في ضوء الشمس القوي وارتداء ملابس بيضاء.


اللــــون الأخضـــر السالب

يعتبر هذا اللون قاتلٌ للجراثيم .. ويلحم الأنسجة الحية والجروح .. وهذا الإشعاع أقوى من كافة الألوان الأخرى .. وهو موجود في داخل الهرم الأكبر وموجود كذلك في كافة المضادات الحيوية.

ويقول العلماء أن مزج الألوان الأساسية مع بعضها, قد يكون أكثر فعاليــة وإيجابية على نفسية الإنسان, لذلك فان ارتداء اللون البرتقالي مثلاً الناتج عن مزج الأحمر والأصفر معـًا, يساعد في التمتع بالطاقة العاليـة الصادرة عن اللون الأحمر والمحافظة على القدرة الذهنية المنبعثة من اللون الأصفر.


طرق العلاج بالألـــوان

العلاج بالألوان مفيد جدًا للكثير من المشاكل سواء كانت جسديه أو نفسية .. ولكن يجب أن تعزز يقينك بأن الشفاء بيد المولى عزّ وجل .. وهناك عدة طرق للعلاج نذكر منها:

1) العلاج باستخدام الملابس الملونة:
قميص مصنوع من حرير نقي وألوانه من أصباغ طبيعية .. يتم لبس القميص باللون المطلوب ومن ثم يقوم بالتعريض تحت أشعة الشمس لمدة يحددها المعالج المختص بالعلاج بالألوان.

2) العلاج باستخدام الماء أو الزيت المشمس:
في هذه الطريقة يوضع الماء النقي في زجاجة باللون المطلوب ويتم إقفال الزجاجة وتعريضها لأشعة الشمس لمدة ساعتين فقط هذا في فصل الصيف .. أما في فصل الشتاء فتوضع الزجاجة لمدة يوم كامل .. وبعدها يتم وضع الماء في الثلاجة ويتم شربه أو دلك العضو المراد به وذلك يعتمد على وصفة الطبيب المعالج .. ويفضل أن يستخدم هذا الماء مدة خمسة أيام ومن ثم يُعــاد تشميس الماء بنفس الطريقة .. كذلك من الممكن وضع زيت في الزجاجة وتعريضها لأشعة الشمس لغرض تدليك العضو المصاب.

نحذر من استخدام عبوات مصنوعة من البلاستيك لأنه مع الحرارة سوف تتحلل كمية من مادة البولي أثيلين في الماء وقد تسبب مشاكل صحية كثيرة.

إن لم تجد زجاجة بنفس اللون بإمكانك استخدام زجاجه شفافة وتلف حولها بلاستك شفاف باللون المطلوب وتثبته بمطاط .. من الممكن ارتشاف الماء المشمس أو التدليك به أو كلاهما معــًا .. ولكن تذكر أن ترتشفه ارتشافـًا حتى تستفيد من أكبر قدر من الطاقة الموجودة بالماء.

3) تسليط الضوء الملون





يستخدم في هذه الطريقة مصدر ضوئي (جهاز خاص) ويوضع أمام الضوء مرشح ملون حسب اللون المطلوب ويتم التعرض للون المراد حسب الحاجة وحسب توجيه المعالج المتخصص.

4) استخدام بطاقات ملونــة للقراءة
5) استخدام قطع الكريستال


الألـــــوان والغـــــــذاء



دراسة ألوان النباتات فرع جديد اهتم به العلماء في السنوات الأخيرة فقد اكتشفوا أن هذه الألوان أو الصبغات عبارة عن مركبات كيماوية طبيعية لها فوائد مهمة للجسم. وإذا كانت الفاكهة والخضار قد ارتبطا في أذهاننا بأنها مصدر للفيتامينات إلا أنها تحتوي أيضـًا على مركبات عديدة لا تقل فائدة عن الفيتامين بل أن بعضها يساعد في الوقاية من أمراض خطيرة كالسرطان وأمراض القلب.

تقول أ.د. رئيفة احمد حسين، أستاذ فسيولوجيا النبات بعلوم عين شمس، أن الفيتامينات الموجودة في الفاكهة والخضار مثل "أ" و "ب" و "ج" و "هـ" وغيرها الكثير ليست كل ما تحتوي النباتات.. وان التعمق في دراسة الفاكهة والخضراوات كشف عن وجود مركبات غذائية أخرى في غاية الأهمية للجسم ومكملة لعمل الفيتامينات. ومن هذه المركبات "البايا فلافينويدز" و "الأنثوسياسينين" و"الكاروتينويدز" و "اليوليفينول" و "الأيسوفلافينويدز" بالإضافة إلى مجموعة مضادات الأكسدة، وتحت هذه المركبات توجد الصبغات المختلفة التي تلون الفاكهة والخضار كالصبغة الحمراء في الطماطم والبرتقالية في الجزر والخضراء في السبانخ والصفراء في الفلفل الأصفر والزرقاء في الباذنجان والعنب الأسود والتين وحتى السوداء أو البنية في الشاي ولكل لون فائدة.

*اللون الأحمر .. هو لون الطاقة والحيوية والنشاط والشجاعة واللون الأحمر الذي يصبغ الطماطم وغيرها هو عبارة عن مادة "اللايكوبين" والتي أشارت عدة أبحاث أمريكية إلى أنها تساعد في الوقاية من أمراض القلب وكذلك سرطان البروستاتا عند الرجال. و"اللايكوبين" ينتمي إلى فصيلة "الكاروتيندويدز" وهو في نفس الوقت مضاد للأكسدة والمعروف علميًا أن عملية الأكسدة في الجسم من أسباب ظهور الأمراض نظـرًا لأنها تدمر الحامض النووي داخل الخلايا.

وكلما ازدادت كثافة اللون الأحمر في الفاكهة والخضار ازدادت كمية مادة "البيتا كاروتين" فيها والتي تتحول إلى فيتامين (A) في الجسم وهو يفيد البشرة ويزيد من مناعة الجسم. ولكن الإكثار الشديد في تناول النباتات الحمراء قد يحفز الكظرية التي تفرز الأدرينالين بصورة غير طبيعية فيصبح الإنسان متوترًا سريع الغضب والانفعال.

* الصبغة الخضراء .. أو الكلوروفيل وهو لون الخضراوات والفاكهة ذات اللون الأخضر ومن الناحية النفسية يساعد هذا اللون على الإحساس بالطمأنينة والسلام والتوازن والتفاؤل والخير والعطاء.. ومن الناحية الغذائية فالمادة الخضراء أو الكلوروفيل تساعد على موازنة نظام التمثيل الغذائي في الجسم ولها مفعول مطهر ومنظف للخلايا وتساعد في تعزيز مقاومة الجسم ضد البكتيريا ومنها بكتيريا "E-CDI" الخطيرة كما أن لهذه الصبغة مفعولاً مضادًا لظهور الأورام السرطانية من مضادات الأكسدة.

* اللون البرتقالي .. وهو مزيج من اللون الأحمر والأصفر ويعبر عن الطاقة الجسمية والذهنية المتجمدة في هذين اللونين وهو من الناحية النفسية له طابع الانطلاق والبهجة والانفتاح .. والصبغة البرتقالية التي تعطي للجزر لونه المحبب هي مادة "الكاروتين" وهي تنتمي أيضـًا إلى عائلة "الكاروتيندويدز" وتساعد في الوقاية ضد الأورام السرطانية لكونها مضادة للأكسدة.

* اللون الأصفر .. لون التفاؤل.. والصبغة الصفراء هي "اللوتين" الموجودة في الفلفل الأصفر والموز والذرة والجريب فروت والليمون والأناناس والشمام والحمص والكركم وهي أيضـًا من فصيلة "الكاروتيندويدز" ولها نفس الخصائص المفيدة. ويقول بعض علماء النبات أن تناول الثمار الصفراء يرفع من روح الدعابة في الإنسان وأن اللون الأصفر يحفز عمل الجهاز الهضمي لاسيما الكبد والأمعاء.

* اللون الأزرق والبنفسجي .. من الألوان المرتبطة بالتفكير والخيال والحكمة والرقي، وتوجد المادة الزرقاء في العنب الأسود والتين والتوت والباذنجان وجميع فصائل التوت البري. وهذه المادة من فصيلة "الأنثوسيانين" وهي مضادة للأكسدة ولها نفس فوائد "الكاروتينويدز". تشير بعض الدراسات إلى أن الصبغة الزرقاء تساعد على تجديد الكولاجين في البشرة وبالتالي الحفاظ على نضارتها ومرونتها.

* اللون البني الغامق .. كالصبغة الموجودة في الشاي والقهوة وتنتمي إلى فصيلة "البوليفينول". ويعتبر "الفينول" الموجود في الشاي عاملاً منقيـًّا للجسم ويساعد على الوقاية من الأورام، لكونه مضادا للأكسدة وهذه المادة موجودة في الشيكولاتة التي تعتبر مفيدة إذا تم تناولها باعتدال وكانت قليلة الدسم والسكر لأنها تحتوي أيضـًا على معادن الماغنسيوم والحديد.

وهناك أيضـًا مركبات "البايو فلافونويدز – BIOFLAVONOIDS" وهذه المركبات قد لا تظهر في النباتات في صورة ألوان ولكنها ذات فائدة كبيرة حسب ما أظهرت بعض الدراسات. وبعض هذه المركبات مضادات للأكسدة وبعضها هرمونات، فمثلا الفيتو أستروجين "الأستروجين النباتي" هو الهرمون الذي تحتوي عليه حبوب الصويا والذي يعتقد بأنه السبب في حماية النساء من سرطان الثدي والرجال من سرطان البروستاتا.



الطيــــــور والألـــــــوان



قد تخبو وتسطع ألوان أضواء مصابيح الفلوريسنت بالنسبة لعيون الإنسان، فأحيانًا يضيع أثر لون الضوء بسبب البيئة المحيطة به بالنسبة للعين البشرية. لكن السطوع الناتج عن ريش الببغاء الملون لا ينزوي أبدًا في عيون بقية طيور الببغاء، لأنه يستخدم هذه الوسيلة لجذب النوع الآخر، أي الذكر لجذب الأنثى والعكس أيضـًا.

وقد توصل باحثون في كل من بريطانيا واستراليا، بعد دراسة مجموعة من طيور الببغاء أن ريشه الملون يمتص ألوان الطيف ويعكسها مرة أخرى في شكل أشعة فوق بنفسجية قصيرة الموجات. وقام الباحثون بوضع حاجز لمنع الشمس عن ريش العرف الأصغر للببغاء، من الذكور والإناث لخفض معدل امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ثم إعادة بث الألوان بها في موجات قصيرة. واكتشف الباحثون من هذه التجربة أن كلا من الذكور والإناث يفضل الرفيق الذي يسطع منه كمية ضوء ملون أكبر مقارنة بغيره الذي لا يصدر هذا الضوء. هذا يعني أن الاشعة فوق البنفسجية الطبيعية هي وسيلة لدى الطيور، وربما طيور أخرى، لجذب الجنس الآخر، وليس فقط ألوان الريش الطبيعية. أي أن الطيور الملونة مزودة بوسيلة شبه تكنولوجية طبيعية لجذب الجنس الآخر منها، أجرى هذه التجربة "كاترين أرنولد" بجامعة جلاسكو في اسكتلندا وزملاء آخرون من جامعة استرالية.


فوائــد ومعاني الألــــوان


تمكن علماء نفس مختصون من تحديد العلاقة بين اللون المفضل لدى الشخص الذي يعكس شخصيته ويفصح عن ميوله وصفاته ومزاجه والروح المسيطرة عليه وبين حالته الصحية. وأوضح هؤلاء أن الألوان المحيطة بالإنسان تؤثر بصورة مباشرة على نفسيته وسرعان ما يتحول هذا التأثير إلى تأثير عضوي يجعل الجسم قابلاً للإصابة ببعض الأمراض التي تُعرف بأمراض النفس جسديّة أي الأمراض المتسللة إلى الجسد من باب النفس.

ووجد الباحثون أن اللون الأحمر هو لون الطاقة والحيوية إذ يتمتع الأشخاص اللذين يفضلونه بالنشاط والحيوية والديناميكية والشجاعة والحساسية الشديدة وهم يهتمون بالجانب الحسي أكثر من اهتمامهم بالجانب المعنوي. أما بالنسبة للصحة فيؤثر اللون الأحمر تأثيرًا إيجابيـًا على الأكزيما والحروق والأعضاء التناسلية وينشط عمل المثانة ولكن يجب الحذر من هذا اللون إذا كان عند الشخص استعداد للإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو كان سريع الانفعال.

وأشار الخبراء إلى أن اللون الأزرق هو لون بارد ويتمتع الأشــــــخاص الذين يفضلون هذا اللون بشخصية جادة حساسة محافظة تراعي ضميرها في المقام الأول خصوصـًا وأن هذا اللون يعتبر رمـزًا للمعاني المطلقة، ولذلك فهو يشير إلى الحب للحياة وللمساحات الشاسعة ويُنصح به في قطع الديكور خاصةً في غرفة النوم، للمرضى الذين يعانون من الأرق والعصبية فهو يساعد على الاسترخاء والسكينة واسترجاع الحيوية المفقودة وله أثر إيجابي على عمل القلب والرئتين، ويوصى باستخدامه لمرضى الربو والقلب والشد العصبي ولكنه لا يناسب أصحاب الأعصاب الهادئة ومن تنقصهم الطاقة والحيوية حيث يعتبر أبرد ألوان قوس قزح وله إيقاع مثبط للهمم.

ولاحظ العلماء أن الأشخاص الذين يفضلون اللون الأصفر وهو لون الحكمة مثاليون ومتفائلون وسُعداء وحكماء حيث تتناغم صفاتهم مع صفات هذا اللون الذي يعتبر رمــزًا للضوء والثراء، ويمكنه شحن صاحبه بالحيوية والقدرة على الإبداع كما يؤثر هذا اللون إيجابيـًا على عمل الكبد والطحال والبنكرياس والغدة الدرقية والشُعب الهوائية ويقوي الجهاز العضلي والعصبي في الجسم ويُنصح باستخدامه بشكل خاص للشخصيات التي تعاني من عسر في الهضم أو إمساك مستمر أو صداع نصفي، ولمن لديهم استعداد للاكتئاب والتشاؤم.

ويعتبر اللون البرتقالي من الألوان المبتهجة، ويكون محبي هذا اللون ذوي شخصيات اجتماعية من الدرجة الأولى، محبوبة من الجميع بسبب بشاشتها و ابتهاجها الدائم، وغالبــًا ما يكونون الملجأ لمن يعانون من ضغوطات نفسية ومشكلات اجتماعية نظــرًا لقدرتهم على الوصول ببساطة شديدة إلى قلوب الآخرين بسلاسة أسلوبهم وسلامة أفكارهم ورغبتهم الأكيدة في التواصل مع جميع من حولهم ويساعد هذا اللون على الهضم وينشط الجهاز التنفسي ويُنصح به لمن يعانون من الإرهاق في العمل أو المنزل، ويعتبر لون مُقاوم للنعاس.

ويرى الخبراء أن الشخصيات التي تفضل اللون البنفسجي خياليــة، تبدو وكأنها تنتمي إلى عالم آخر غير الذي نعيش فيه، هي شخصيات خلاّقة ومبتكرة تتسم بقدر من الروحانية والحساسية وتعرف كيف تهرب من الواقع عن طريق الأحلام ويساعد هذا اللون في مقاومة الانفعالات والعصبية الشديدة وله تأثير إيجابي على وظائف الطحال وعملية تنقية الدم، كما يساهم في الوقاية من التسمم ولكن لا يُنصح به للشخصيات الحزينة، أو الذين لديهم استعداد للإصابة بالاكتئاب والإحباط.

وأظهرت التحليلات أن الشخصيات التي تفضل اللون البني صلبة ومتماسكة بل وحديدية ولكنها في نفس الوقت هادئة وبنّاءة تقوم بعملها على خير وجه، مجتهدة ومثابرة لا تجذبها التفاهات ولا تلقي بالاً لما يقوله الآخرون ويساعد من الناحية الصحية على تخفيف آلام الظهر وحماية البشرة.

ويرمز لون البساطة الأخضر لشخصيات متسامحة متفاهمة وحليمة يمكن الوثوق بها لبساطتها ووضوحها وهو لون الفنانين على اختلافهم، ويميز أصحاب النفوس المرهفة الحس المحبة للحركة والنشاط، وتعتبر الدقة في العمل أبرز خصالهم ويعتبر من أكثر الألوان تهدئة للجهاز العصبي، ويساعد على العمل بشكل متوازن، ويقاوم الهياج العصبي، كما يعمل على تسكين تقلصات المعدة الناتجة عن الاضطرابات العصبية.

وفيما يتعلق باللون الأســود تعتبر الشخصيات التي تفضل هذا اللون غامضة ومنطوية على نفسها، وتعيش في عالم مغلق ومظلم، وهي شخصيات متكلفة للغاية ورغم ذلك فهي تحاول أن تضفي الحيوية على حياتها ووجودها بكل ما أوتيت من قوة ودوره في الصحة يقتصر على امتصاص الضوء والحماية فهو يخفي كل شيء ويظلل أعضاء الجسم فيريحها ويبعث على النعاس.

أما اللون الأبيض النقي فيدل على العقلانية حيث تميل شخصيات هذا اللون إلى العقل والاتزان الفكري، ولا يقف في وجهها شيء ولا تعاني من مشكلات أو اضطرابات وتهوى تعدد الصداقات.